الصراع الدولي

بقلم / د. حمزة درة

الصراع الدولي كامن في طبيعة تنظيم الدولة ، أي إنّ الصراع ناتج عن تنظيم الدولة الرأسمالي ؛ حيث إنّ هذا التنظيم يخلق تناقضاتٍ ما بين الطبقة الرأسمالية والطبقة العاملة ، بالإضافة إلى أنّه يخلق أزمات اقتصادية مثل أزمات الإفراط بالإنتاج ، كما أن الطريقة الأساسية في تخفيف هذا الصراع هي إيجاد أسواق خارجية ، ممّا يؤدي إلى تنافس دولي ما بين الدول الرأسمالية ، ممّا ينتج عنه حروب دولية مثل الحرب العالمية الأولى .

فقد أجمع العديد من الباحثين على أنّ مُصطلح الصّراع يدلّ على مواقف تتضمّن تَعارضاً مُعيّناً وصَريحاً في الأهداف والقِيم ومَصالح الأطراف المُتصارعة ، كما عرّفه جوزيف فرانكل بأنّه موقف ينتج عن اختلاف في المصالح القومية والأهداف ، وعرّفه لويس كوسر بأنّه عبارة عن تنافس على القوّة والموارد والقيم يهدف فيه كل طرف من أطراف التنافس إلى تصفية أو تجسيد أو إيذاء الطرف الآخر.

كما توجد بعض المفاهيم التي تُشبه في شكلها الصّراع والتي جاءت بواسطة التطوّر التاريخي للصراع ، وهي على النحو الآتي :
* التوتر : هو حالة ترافق الصراع ولا تتّصف بالعنف ، وقد تؤدّي إلى انكسار العلاقات بين الأطراف .
* الأزمة: هي مرحلة مُتقدّمة من الصراع ومواجهة متوتّرة بين أطراف الصراع قد ينتج عنها نشوب الحرب .
* الحرب : هي آخر مَرحلة من مراحل الصراع الدولي ، وهي عبارة عن صراع مُسلّح بين طرفين أو أكثر يحتوي على مستوىً عالٍ من العنف .
ولكي يدار هذا الصراع فان له وسائل وهي كالآتي :
* وسيلة دبلوماسية : هي عمليّة التفاوض والتمثيل ما بين الدول ، أي إنّ كل طرف من الأطراف من خلال وسائله الخاصة في إقناع خصمه يحاول كسب الرأي العام لمصلحته .
* وسيلة دعائية : هي وسيلة حديثة تتمّ من خلال وسائل الاتصال والإعلام لكسب مَشاعر الرأي العام .
* وسيلة عسكرية : يؤخذ بهذه الوسيلة بعد فشل الوسائل السابقة (الدبلوماسية) في إدارة الصراع ؛ بحيث يتحوّل فيها الصراع إلى حرب وصراع مُسلّح .
* وسيلة سياسية : تحتوي هذه الوسيلة على التفاوض ، والواسطات والمساعي الحميدة ، والتحقيق والتوفيق ، ووسائل قانونية ، ومحاكم قضائية ، وتحكيم .